بعد أن تبددت آماله.. عادت وانتعشت من جديد
ترك “مهيب” الدراسة لأسباب عديدة منها الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها عائلته، وبالتالي صعوبة تأمين اللوازم المدرسية، ناهيك عن بُعد المدرسة من منزلهم، الأمر الذي لم يكن مُشّجعا لإكمال دراسته.
الطفل الذي يبلغ من العمر 12 عاما من منطقة “حمّار العلي” بريف دير الزور الغربي عمل في منهل للمياه قريب من منزلهم لمساعدة أهله في الحصول على جزء من حاجاتهم اليومية من السلع والمواد الغذائية.
المنهل الذي يواصل مهيب العمل فيه (أيام العُطل) عبارة عن محطة لتعبئة مياه نهر الفرات للصهاريج القادمة والتي تقوم ببيعها للأهالي، حيث يعمل مهيب على تشغيل المولدة الكهربائية والصعود على الصهاريج لتعبئة المياه.
ومع بداية “برنامج التعليم المُسّرع” في “مركز حمّار العلي التعليمي” العائد لمنظمة “دان للإغاثة والتنمية” في المنطقة، لم يتمكن مهيب من الدخول في البرنامج بسبب ارتباطه بعمله وحاجته لهذا العمل لمساعدة أهله.
إلا أن فريق التعليم لدى “دان” قام بزيارة لصاحب المنهل وبعد النقاش معه لم يتردد في السماح لمهيب بالالتحاق ببرنامج التعليم مع أقرانه.
يقول مهيب الذي كان يبدو متقدا بالنشاط والحيوية “الآن أنا سعيد بعودتي إلى الدراسة، وأحلم أن أُصبح مهندساً”.
تعمل “دان” منذ العام 2019 على برنامج التعليم المُسرّع على طول الخط الغربي لريف دير الزور من ضمنها المخيمات العشوائية، وتستهدف المنظمة الأطفال المنقطعين عن الدراسة والمتسربين من المدارس من بين السكان المحليين والنازحين إليها، إذ تمكنت “دان” من الوصول ل 2476 طفل/ة، منهم 1122 من الذكور و 1354 من الاناث وانقذتهم من خطر الأميّة.